2014/07/03

بارزاني والبعث و"داعش".. تحالف الاضداد لتقسيم العراق


المسلة: يتبادل بقايا حزب البعث المحظور في العراق، والتنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المعروف باسم بـ"داعش" أدوار نشر الفوضى
والرعب لا سيما في المناطق السنية، مشجعين على دولة منفصلة عن العراق.
وتؤشر مسارات الاحداث التي انتهت الى الان بدخول مجاميع "داعش" والبعث، مدينة الموصل، ورفع اعلام القاعدة السوداء الى جانب صور نائب رئيس النظام البائد في العراق عزة الدوري، الى ان ارادات هذه الجماعات الارهابية تتوافق مع ارادة حكومة البارزاني في الانفصال، والتي تجد في سيطرة الجماعات المسلحة على اراضيه فرصة سانحة لقضم المناطق المتنازع عليها، والتوسع الى كركوك.
وبغض النظر عن الاهداف المختلفة البعيدة المدى لهذا التحالف الثلاثي غير المعلن، الا ان الاهداف التكتيكية القصيرة المدى تتطابق الى الحد الذي يفرض على هذه الاطراف الثلاثة تعاونا ميدانيا، اداريا وعسكريا.
وكان مسؤول محلي بمحافظة ديالى، اكد إن تنظيم "داعش" تحالف مع الجناح المسلح لعزة الدوري، النائب السابق لرئيس الجمهورية إبان حكم صدام حسين.
ويتجلى ذلك في امتناع قوات البيشمركة وجماعات "داعش" عن التعرض لبعضهما، واستضافة اربيل لزعماء وسياسيين يدعمون "داعش" علنا، اضافة الى اخرين يمثلون حواضن ارهابية لهذا التنظيم في مناطقهم.
ونقل موقع "صوت كردستان" أخبار مؤكدة عن انتقال عزت الدوري الى محافظة الموصل ليقود البعثيين هناك.
وحسب المعلومات التي نشرها الموقع الكردي فأن الدوري كان يتواجد في مكان قريب من الموصل، بحماية جهة سياسية معروفة.
ويقول الموقع أن التنسيق بين "داعش" والبعثيين والقوى السياسية العربية السنية وقيادة محافظة الموصل برئاسة النجيفي بدأت منذ فترة و ترمي الى السيطرة على المناطق العربية السنية من العراق.
الى ذلك، فان مصادر لـ"المسلة" تؤكد استضافة اربيل لقيادات من حزب البعث المنحل كانت تتواجد في عمان وعواصم اخرى شدت الرحال الى اربيل.
وفي ذات الوقت فان مصادر تتحدث عن تفاهمات بين الدوري ومسعود البارزاني عبر اجندة غاية في السرية.
ويعتقد البارزاني، ان هدفه في الدولة الكردية يتوجب عليه فعل كل شيء لأجل تحقيقها حتى ولو اضطره ذلك الى التحالف مع الشياطين.
وعلى الصعيد الفكري فان التوجهات القومية للبارزاني، التي تحولت الى سلوك تعصبي ضد العرب والتركمان والقوميات الاخرى تتيح له تفهّم الافكار القومية للبعثيين على رغم الحرب التي شنّوها على الكرد، لكن مصالحه التكتيكية في صراعه مع حكومة المركز تجعله يستعين بالبعثيين الذي لا يجدون مانعا في ذلك لشعورهم بالضعف وحاجتهم الى الدعم.
الى ذلك فان "الجماعة النقشبندية" التي هي هجين بعثي اصولي ويقوده الدوري، وجدت في دعم البارزاني وانتشار داعش في بعض المناطق السنية فرصة لها لإيجاد حلفاء جدد يخرجونها من عزلتها.
وأكد هذه العلاقة، القيادي في تنظيم "داعش"، ابو بكر الجنابي، بقوله ان "سيطرة داعش على الموصل، بدأت من الداخل وتمت كما كان مخططا لها و ان الدوري تعاون معنا على الهدف نفسه ولم يصدر عنه لغاية اليوم اي تصرف يثير الشك، الا ان اليد الطولى هي للدولة ".
الى ذلك فان "داعش" ترى ان توتر العلاقة بين المركز واربيل وسيطرة داعش على الموصل فرصة سانحة لها، لاثبات وجودها في المناطق السنية.
وليس مصادفة ان امتداد داعش في كلا من العراق وسوريا، يتطابق مع فكر البعث الداعي الى الوحدة والاستحواذ على الدول بالقوة لتحقيق وحدة لم يستطع تحققها طيلة ثلاثة عقود من حكم العراق.
بل ان أبو بكر البغدادي يسلك منهج صدام حسين الاستحواذي في السيطرة على الشعب والارض بالقوة على رغم التباعد الايديولوجي بين الرجلين.
وعبر القوة الغاشمة والمليشيات العقائدية العنيفة، والتحزب والتعصب يأمل البغدادي على غرار زعماء البعث في انشاء دولة اسلامية تتجاوز الحدود الجغرافية للدول وهو ما كان يبشر به البعث على الدوام.
ويقارن الكاتب حازم صاغية بين صعود داعش، وبروز البعث قبل ستين عاماً، حين استولى الحزب على السلطة في العراق وسوريّا بفاصل شهر واحد.
وعلى رغم ان الفوارق بين حزب البعث ومنظّمة "داعش" كبيرة ونوعيّة بحسب صاغية، حيث الأوّل وصل إلى السلطة عبر الانقلاب العسكريّ وكان يقول بالعروبة إيديولوجيّةً له، أمّا الثانية فتسمّي نفسها مشروعاً جهاديّاً وتقول بالإسلام مرجعاً إيديولوجيّاً وحيداً حاكماً لها، الا ان التطابق بينهما، ان كلاهما يسعى اليوم الى قضم كلا من العراق وسوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق