2011/11/10

البعثيون ـــ يتسلقون الموجـة






العراق السياسي :   حسن حاتم المذكور

البعثيون يرفعون الآن رؤوسهم بعد ان رفعوا ذيولهم .

اشرنا في مقالات سابقة ’ على ان البعثيين وخاصة بعد دسيسة تزوير الأنتخابات في 07 / 03 / 2010 التي اخرجتها جهات اقليمية

ودولية ومثلها بمهارة فائقة رئيس المفوضية فرج الحيدري والتي ستفتح ملفاتها حتى ولو آجلاً ’ اخذوا يرفعون ذيولهم ’ والأمر يشكل خطر قادم على مجمل المستقبل العراقي ’ لم تستمع في حينها الأحزاب التي تصدرت العملية السياسية واحزاب الأسلام السياسي منها بشكل خاص والمشبعة اصلاً وعلى مستوى القيادات بألاف التوابين وألاف من فدائي صدام واجهزته المعقدة ومجاميع المندسين وكتبة التقارير ’ واعتقدنا خطأً ’ على ان الضربة الأجتثاثية التي وجهتها الجماهير الشعبية لفلول النظام البعثي بعد سقوطه في 2003 مباشرة ’ وخاصة في محافظات جنوب ووسط العراق وبغداد ’ كانت كافية لهزيمتها ’ وحتى بعد عودتهم كجناحين ’ الأول للعمل من داخل العملية السياسية ’ والثاني كمجاميع عسكرية مدربة في اشعال الفتن وتعميم الفوضى عبر الدمار الشامل وتصعيد وتيرة الموت اليومي المنظم ’ اعتقدنا خطأً ايضاً ’ ان الحكومة المنتخبة والجماهير الشعبية التي وثقت بها وصوتت لها ’ ستكون ضمانة لحماية العراق من اخطار قوى الردة والعودة البعثية المتحالفة مع الأرهاب والمرتبطة تبعية وعمالة مع المحيط العربي الأسلامي .

ما كنا نتوقع ’ ان الزمر المتبقية من النظام البعثي ’ سترفع رأسها وبكامل قامتها وتتنفس رئة نواياها الشريرة من داخل الشارع العراقي الذي كان دائماً ضحيتها .

سبعة عقود تقريباً على سقوط النازية والفاشية في اوربا ’ ورغم جدية اجتثاثها فكرياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً وتنظيمياً ’ فلا زالت فلولها تشكل خطراً على المجتمعات الأوربيـة ’ واستطاعت وخاصة في الدول الأسكندنافية ان تحضى بمقاعد في برلماناتها ومحافظاتها ’ وقد وصل الأمر في النمسا الى وصول حزب اليمين المتطرف الى رئأسة الحكومة مما اضطر الدول والمجتمعات الأوربية وبدعم عالمي الى الغاء الأنتخابات وتغيير الصورة هناك .

بعد ان حقق جناحي البعث العسكري والسياسي الكثير من الأنتصارات والمكاسب على حساب احزاب الأسلام السياسي ـــ الشيعي ـــ’ واعتقاداً منه ’ على انه اصبح ليس بعيداً عن ساعة صفر عودته حيث المصير المرعب للعراق والعراقيين ’ اخذ يجرب القفز الى صدارة المعاناة العراقية مرتدياً الشعارات والمطالب المشروعة للجماهير ’ بعد ان خذلتها الأحزاب والأطراف التي منحتها ثقتها واصواتها .

ما وصلنا وقرأنا وسمعنا من نداءات وبيانات وشعارات ومقالات ’ ومنها مايصدره المشجب البعثي لموقع كتابات وفضائيات العودة ’ انه يثير الرعب حقاً ’ فالجماهير المليونية ’ ورغم خيبة املها واحباطها ونفاذ صبرها ’ لايوجد لديها ثأر ولاتفكر بالزحف المدمر او المغامرة في اختطاف السلطة والتصيد في مهالك الفوضى ’ انها فقط تدافع عن حقوقها المشروعة وعن خبزها وحرياتها وكرامتها وامنها ومستقبل اجيالها ’ انها تدافع عن حاضرها وسلامة وطنها ’ تطالب باسترجاع ما سرق وهرب من ثرواتها وارزاقها ’ انها لاتريد اكثر من عراق يكون خيمة امنـة لجميع مكوناته وكريم معها ’ هذا الأمر النبيل والأهداف الوطنية والأنسانية والحقوق المشروعة ’ لاتفكر ولاتؤمن بها الزمر البعثية المتصدرة الآن لأيام الغضب والثأر وزحف العودة والفتن والفوضى المدمرة .

لانصدق اطلاقاً’ ولازالت ذاكرتنا مرتبكة’ ان نرى ضحايا الأمس من معارضي النظام البعثي ’ يتنكرون لشهدائهم وشهداء الناس ’ ويلتفون على عهودهم ووعودهم لناخبيهم ’ فيفتحوا قنوات واسعة ومتعددة من خلف ظهر الملايين ’ لترضية البعثيين ومصالحتهم وتعويضهم واشراكهم في كعكـة العراق سلطـة وثروات ... ؟؟؟؟؟

لانصدق ايضاً ’ ولانرغب ان نرى ابناء واحفاد شهداء ثورة 14 / تموز / 58 الوطنية ’ يرفعون الطرف الآخر من اللافتة الشباطية السوداء الى جانب احفاد انقلابيي 08 / شباط /63 في يوم الغضب والثأر والعودة ’ لانصدق لأن الأمر سيكون نهاية لما تبقى ’ انها انتكاسة اضافية موجعة يجب تجنبها قبل ان يقع الفأس في الرأس ــ لاسامح اللـه ـــ

لن نصدق ايضاً ’ ان المتبقي من يساريي الأزمنة التي نرغب ان نتناسا اوجاعها ’ تحاول الآن استعادة عافيتها التي انهكتها الأنتكاسات والهزائم والأنحرافات ’ لتقفز هي الآخرى على قمة موجة حقوق ومطاليب ومعاناة المساكين الأبرياء من بنات وابناء العراق ’ وتحرك شرطي ثقافتها ’ لتوزيع التهم بموالات النظام الطائفي والتبعية لرئيس الحكومة والتنكر لحقوق ومطاليب الموطنين وغيرها ’ لمن يخالفهـا الرأي ’ والدموع السابقـة لازالت راكـدة تحت جفون التماسيح ’ قسماً لو ان المالكي فتح مكتبـاً ( دكان ) لشراء المواقف ’ لكان المتبقي من بضاعتهم اول وارخص المعروض للبيع " والميت ميتنـه .... " .

نريد هنا ان نذكر الأخوة من يساريينا ’ على ان البعث كان الأشطر والأسرع لأحتلال قمة الموجة ’ وسوف لن يسمح ــ كعادته ـــ لمنافس آخر يكون الى جانبه ’ ونأمل ان لاينافسوه على الفضيحة والسقوط ويواصلوا ادوارهم الوطنية في تبني المطاليب المشروعة للعراقيين والدفاع عن حقوقهم سلمياً .

اخيراً عتبنا الصداقي على بعض الأخوة من الكتاب الوطنيين ’ وهم الأعرف بما يجري وسيجري ’ ان لايترددوا عن وضع النقاط على حروف المسيئين للعراق وشعبه ’ فأذا كان السبب يتعلق بتجنب الأساءات والتشهير ’ فلا خشية ممن لاسمعة لهم اطلاقاً وهم في جميع الحالات مرعوبون من صراخ عنزات ماضيهم تحت ابط حاضرهم المضطرب .

نحن بأنتظار المواقف العراقية الحريصة ’ فالأمر يتعلق بسلامة وطن ومستقبل شعب .


حسن حاتم المذكور
hbss444@yahoo.de

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق