2011/11/10

نعم : اسقاط البعث يستحق كل تلك التضحيات

العراق السياسي :   حسن حاتم المذكور


ليس في نيتي التطفل على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين ( هل كان اسقاط البعث يستحق كل تلك التضحيات ..؟؟ ) فالأجوبة التي طرحها الكاتب وافية مقنعة تتسم بالموضوعية والدقة ولم تترك ثغرة للأضافات ’ ومعها توصلت الى قناعة بأن الدكتور عبد الخالق يعاتب النسيان كونه سيف ذو حدين ’ رحيم عندما يضمد جراح المنكوبين بعوائد الدنيا ويعيد لهم توازنهم النفسي والروحي والمعنوي ويقنعهم ’ ان يتأقلموا مع الراهن ويواصلوا دورة الحياة رغم فضاعة الذي حدث ’ لكنه عديم الرحمة عندما يتحايل على الذاكرة ويقتلع منها احداثاً كان يجب الحفاظ عليها لتجنب مصادر تكرارها .
البعث وبشاعاته ’ قد يساعدنا النسيان للتخفيف من شدة اوجاعها ’ لكنه يرتكب جريمة اذا ما حاول ان يمسحها من الذاكرة ومحاصرة الضحايا في زاوية المقارنه بين ما كان وما هم عليه ’ بين سليل المغامرات والأنقلابات الدموية وبين رئيس منتخب ’ بين دولة المنظمة السرية وزمر القتل والأبادات الجماعية ’ ودولة تشترك في اعادة بنائها جميع مكونات المجتمع العراقي ’ مقالة الدكتور عبد الحالق حسين ’ تتهم النسيان بخداع الذاكرة العراقية ومحاولة تمييع وظيفتها كأنذار استباقي قبل وقوع الكارثة .
اذا رافق النسيان ضغوطاً من الأكاذيب والأشاعات والتشويهات لأعلام مأجور وفتحت مزادات شراء الذمم ’ فيكون في مقدمة المنتكسون ’ المثقف المحبط والسياسي الفاشل لأنهما النقطة الرخوة للأختراقات الخارجية .
لو تابعنا ما تنشره بعض الصحف والمواقع الألكترونية وما تعرضه الفضائيات المشبوهة ’ لأدركنا ان الأمر يشكل فاجعة لايمكن الأستهانة بها ’ فلا يكتفي البعض بالترحم ضمناً او علناً على الزمن البعثي ’ بل يذهب لمغازلة واجهات جرائمه داخل وخارج العراق والتطوع احياناً لأداء رسالته واجندته الشريرة ’ هنا يجب ان نشير بأصبع الأتهام الى دور النسيان والتناسي .
المثقف والسياسي الذي يرغب ان يأخذ دوره الوطني الأنساني كطليعة للأصلاح والتغيير’ عليه الا يختزل القضية العراقية ومشروعها الوطني بأخطاء حكومية حتى وان كانت فادحة او بالسيء داخل تلك المؤسسة ’ فحتى ذلك سوف لن يكون في مأمن عن صفعة التحولات الأيجابية المتسارعة داخل حراك المجتمع العراقي ’ الأمر يتطلب الثقة بالنفس والناس وصبر واع وصلابة فكرية وبصيرة ترى ابعد من ظلها ’ فالأنهزاميـة والأنتقائيـة وانتظار المكاسب المجانيـة ما هي الا مساومـة واستسلام لوظيفة النسيان والتناسي .
لا يوجد بين الخيرين ومنهم الدكتور عبد الخالق حسين من يرضى بالواقع الراهن ومجانية التضحيات او رؤية الفوضى المؤسساتية وحالات الفساد ’ المخلصون يعملون كل في حدود امكانياته من اجل اختزال طريق المعاناة والتقليل من مصائب المواطنيين ’ وهنا لادور للتمنيات والتهريج داخل اطار الذات المنغلقة او التبطر بعيداً عن خط المواجهة التي تبدأ من نقطة تحدي النسيان ووالتناسي والحفاظ على الذاكرة من التصدع .
نحن على ثقة ومهما كانت الصورة قاتمة ’ فالوجه الآخر للعراق اكثر اشراقاً ’ هذا اذا نظرنا الحقيقة العراقية من جميع اوجهها ’ فهناك السلبي والأيجابي ’ وما يدعو للأحباط وما يعزز الثقة والتفائل ورغم الفوضى والضبابية والتباس الرؤيا ’ فالعراق على سكته وبداية طريه ’ وهناك اصرار وطني على استحالة العودة الى الوراء او الأنحراف الى هذا الجانب او تلك الجهة ’ والذي سقط لاينهض والذي لايصلح يجب ان يسقط ’ تلك ضرورات تاريخية وحتمية قوانين اصلاح وتغيير لها ارادتها ولا خيار للعراقيين الا الأستجابة لها والتأقلم معها ’ اما الحالمون في الردة والمتسكعون على هامش المتغيرات والمتطفلون على الفرص الجاهزة ( عصفور باليد خير .. ) فسيسقط المتبقي من ريش معنوياتهم وادوارهم ’ فالتطور لايرحم من لايرحم نفسه .
اذا كان لسيف النسيان حدين ’ فللتناسي حد واحد ’ وهنا تختلف الحالة ’ فالذي يحاول ان يتناسا ’ محكوماً باسباب لا تخضع للحوار ومنطق الأصلاح ومحاولات التغيير ’ انه نهج وليس خطأ او سوء فهم ’ والمتناسي قد يلحق اضراراً بالآخر’ لكنه ينتهي ضحية نهجـه ’ فهو جزأً من منظومة روافد اسهالية يدفعها تيار مشتركاتها للتجمع في مستنقع فلسفة افساد وافنـاء الذات ’ وليس من الحكمة التعاطي او التعامل معها بجدية ’ انه خطأ سوف لن يكون حصاده غير التهريج والتسقيط والستائم ( الهادئة ) الحكمة في ان لا تصرف طاقات ويضيع وقتاً في تعديل من تيبس اعوجاجهم ’ فقط يجب تركهم يمارسون عقاب ذاتهم .
هـل كان سقاط البعث يستحق كل تلك التضحيات ... ؟؟؟ .
نعم يستحق كل تلك التضحيات .
ـــ لكن ــــ
هـل ان طغم القراد التي تفترس الجسد العراقي ثم تشمت من ضعفـه ’ تستحق كل تلك التضحيات .. ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق