2014/09/02

ماذا وراء الطلب بإلغاء المساءلة والعدالة؟ وطلب الغاء حظر حزب البعث المقبور




ليس غريبا بأن يتبنى البعض هذه الشروط والطلبات ، فأن البعض منهم خريجي مدرسة البعث وللأسف الشديد. وهذا له دلالات وأبعاد سياسية وفكرية وله استحقاقات بذمتهم، يلزمون أنفسهم بها وتحت يافطة
النهج العروبي وحرصا على هذه الكفاءات المعطلة والتي تم صرف الملايين على تكوينهم !..حسب دبلجة أحدهم في أحدى الفضائيات التي فبركها مساء يوم الخميس الماضي. بطلبهم هذا معناه بأنهم يعيدوا تنفيذ أحكام الأعدام والتصفيات الجسدية والمقابر الجماعية بحق المناضلين والبررة على أيدي النظام البعثي وأزلامه ، والذين الى يومنا هذا لم نعثر على رفاتهم. ولم يقدم أحد من هؤلاء الجلادين الذين أقترفوا جرائمهم بكل خسة ونذال وعن سبق اصرار، هؤلاء القتلة الذين مازالوا طلقاء، و من دون ان تطالهم يد العدالة لتحاسبهم على كل ما جنته أيديهم بحق الآلاف من الشهداء.

أن طلبهم هذا يعني بأنهم غير آبهين ولا آسفين ولا معتذرين لشعبنا ولذوي الشهداء، وبكل وقاحة ومن دون أن يراعوا لا ذمة ولا وازع من ضمبر، وقفزا على كل المشاعر والأحاسيس لذوي الشهداء ، التي تستفز من قبل هؤلاء الذين يجاهرون ومن دون حياء بتبنيهم لحزب البعث الفاشي والأرهابي في البرلمان والحكومة، لا تحركهم ضمائرهم، إن كان مازال لديهم ضمائر واحاسيس! ولم يخجلوا من هؤلاء الضحايا وأسرهم التي ما زالت تبحث عن دليل يهديهم ويرشدهم لرفات أبنائهم، الذين قضوا على أيدي أيتام البعث وجلاديه بالرغم من مرور ما يزيد على عقد من السنين. وهؤلاء المتشفين بهذا الكم الهائل من الضحايا، الذين لم ينبسوا ببنت شفة بإدانة هذه الجرائم التي يشيب لهولها الرضيع، ولم يطلبوا من حزبهم الأرهابي والذي جلب كل هذه الكوارث وما زالت، نتيجة همجية وعنجهية وطيش نظامهم وطيش حزبهم.. لم يجرأ هؤلاء ان يطلبوا من حزبهم الكشف عن أسرار وخبايا عمليات القتل بحق الآلاف من خيرة أبناء شعبنا ومن كل الطيف العراقي وكل تلاوينه وانتمائاته وأجناسهم وأديانهم.. لم يطلبوا من هذا الحزب الإقرار بجرائمهم هذه، وأن يعتذروا الى الشهداء وأسرهم، ويبينوا وبشكل واضح وشفاف أسرار عمليات القتل ومن قام بها ونفذها !!ّ وماذا جرى لجثامينهم الطاهرة، وأين ووروا الثرى ! وما هي طريقة قتلهم ؟ هل تم شنقهم أو رميهم بالرصاص ؟ أو تم فرمهم أو إحراقهم، أو ألقي بهم من الطائرات من مسافات شاهقة؟ أو دفنوا أحياء في مقابر جماعية ، ومن أصدر الأوامر ومن أشرف على تصفيتهم ! ومن قام بالتنفيذ ومن قام بالدفن! ، وتبيان أسباب كل هذه العملية الجهنمية! والتي يندى لها الضمير الأنساني. هذه وغيرها وكل تفاصيل وحيثيات الجرائم.. مطلوب من حزب البعث ومن البعثيين تبيانها وبالتفصيل لأنهم يعرفونها بدقة متناهية لأنهم هم من أقترفها ونفذها. وعلى من يطلب تأهيل البعثيين وعودة حزبهم لممارسة العمل السياسي.. على هؤلاء أن يجيبوا على هذه الأسئلة وغيرها ، قبل أن يقدموا هذه المطالب وغيرها في ديباجيتهم الموسومة! في المذكرة المقدمة الى التحالف الوطني. ان اجتثاث حزب البعث وعدم عودته للعمل السياسي هو مادة دستورية، وليس بمقدور أحد أن يقفز عليها أو يتخطاها. وليعلم الجميع بأن التجريح والأهانة والتنكيل والاستفزاز للآلاف من ذوي الضحايا من خلال تناسي كل الأستحقاقات التي تترتب علها هذه الحقوق، أنه تعدي صارخ على القيم الأخلاقية وعلى الضمير الأنساني. ومن يعتقد بأن بمقدوره تمرير هكذا فبركات وبحجج وطرق وأساليب شيطانية، والمخالفة للدستور والقانون، فهو واهم. وجماهير شعبنا وقواه الخيرة سوف تتصدى وبكل حزم لهؤلاء الذين يمثلون سياسة البعث ونهجه المدمر لحاضر العراق ومستقبله.

أنا هنا أسأل هؤلاء ؟... من الذي يقود داعش وكتائب ثورة العشرين والنقشبندية والجيش الأسلامي وغيرهم من هذه القوى الأرهابية ومن المارقين والعابثين بأمن البلاد! ويحتلون أجزاء من العراق؟... ألم يكن البعثيين وحلفائهم في داخل العراق وخارجه، من يقتل ويخرب ويمارس كل الموبقات والجرائم هذه ؟... ألم يكن هم أنفسهم البعثيين. واليوم تأتون أيها السادة يا من كنتم أعضاء مجلس الوزراء و مجلس النواب، والبعض منكم ما زال فيهما ، وتعملون في العملية السياسية! وتمارسون السلطة والمعارضة في آن واحد، وتتخذون مراكزكم وحماياتكم وامكاناتكم، وتسخيرها لطعن العملية السياسية وتسويقا لنهج البعث وسياساته المعادية وبشكل مكشوف وسافر. أهذا هو اليمين الذي أديتموه أيها السادة ؟ بدعم العملية السياسية وترسيخ وبناء الدولة ومؤسساتها الديمقراطية؟ عليكم أن تترووا وتتأنوا في خياراتكم. عودوا الى رشدكم وضعوا أيديكم بأيدي قوى شعبنا الخيرة وأنتبهوا لما أنتم ماضون فيه! وفي أي منزلق قادتكم بنات أفكاركم ! ولا يغرنكم الذين يريدون بالعراق وشعبه الشر! من المتربصين بنظامنا السياسي ومسيرته، من القوى المعادية، في الداخل وفي الخارج، وبعضهم من الدول الأقليمية والقوى الدولية. أن أرادة شعبنا أقوى من أحابيلهم وألاعيبهم الرخيصة والمكشوفة، حتى وأن يتبين لكم بحجم وقدرات هؤلاء الخائبين، من السماسرة وتجار العهر السياسي والذين تدفعهم مصالحهم المناهضة لمصالح شعبنا وأرادته (فأم الشر في بطنها فرد .... وأم الخير فيها توأم) كما يقول شاعرنا الكبير الجواهري، وشعبنا تراه مفتح باللبن!!! وما يفوت عليه قرش قند!! وسيكافئ من يقف معه في محنته ويقتص ممن يماثله العداء. وعن لسان كل المقهورين والجياع والبؤساء والعاطلين، أقول عنهم ( أنا حتفهم ألج البيوت ....أنبي الوليد في شتمهم والحاجبا ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق