2011/11/09

نجاح المالكي في أول اختبار امريكي قبل الانسحاب



صادق غانم الاسدي
  
لازال الصداميون من البعث الذي تسلط على رقاب جميع العراقيين بالأصفاد وترك اثارا لاتقارن ولاّتشبه بأي فعل قمعي
وطائفي على وجه الكرة الأرضية يأمل أن يعود بوجه أخر
وبأسماء مختلفة وبطّابع الثورة المسلحة بعد أن هيأ مجاميع لاتريد الخير للشعب العراقي ولها ارتباطات سابقة وأتصالات مع عناصر إجرامية خارجة عن القانون وترفض مسايرة الحياة المدنية والتطور الذي يجري في العالم ومبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي والتعبير عن الرأي دون مراقبة اللسان والقلم، في الوقت الذي أعطت الحكومة المنتخبة مجال واسع للذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب لينخرطوا في العمل والممارسات العامة، ولم تهمل القسم الأخر من أصحاب الدرجات الحزبية العليا الذي كان تأثيرهم واضحا بالمجتمع سابقا وأحالتهم على التقاعد املآ أن يعيش العراقيين جميعا تحت سقف الحرية والعدالة بعد ما حرم منها الفرد العراقي طيلة الفترة من عام 1958 ولغاية 2003 يوم سقوط الصنم، قبل انسحاب القوات الأمريكية نهاية هذا العام بدأت الكتل السياسية وأعضاء البرلمان يصرّحون حسب ماتقتضيه مصالحهم وأكثر الأصوات كانت لها رغبة جادة بخروج القوات الأمريكية دون السماح لها ولأي جندي يجدد عقده في العراق للعمل كمدرب أو كحماية وهذا المطلب هو رأي أكثر  الكتل السياسية باستثناء الكتلة الكردستانية التي قالت لازالت القوات العراقية غير قادرة على بسط الأمن وتحتاج لفترة كي تستطيع أن تحققه، وشاطر التحالف الكردستاني بعض السياسيين ممن يمتلكون القرار السياسي هذا الرأي وأن لم يصرحوا علانية وتبين ذلك من خلال اتخاذهم مواقف متذبذبة ومشجعة لبقاء بعضاً من القوات الأمريكية بحجة التدريب، اليوم وبعد التغيّر الحاصل في العراق على كافة المستويات لاادري بأي عين تنظر عناصر الحزب المحظور وكيف تضع أيدلوجية التغيّر  وهي ترى كل يوم أن الشعب هو الذي يصدر القرارات ويشارك في الحكم وان الدستور هو دستور شرعي لا دستور عقدي أو دستور منحة،فالإطاحة بالحكومة تأتي عبر صناديق الانتخابات لا بالأسلحة والغدر وسقوط دماء بريئة،ما خطط له الصداميون منذ فترة واتصالاتهم الفاشلة وإغراء بعض العناصر لوضع ميثاق عمل بينهم للآطاحة بالحكومة حال خروج القوات الأمريكية من العراق، ماهي ألا محاولة انتحار فاشلة في الوقت التي أعطت هذه التحركات المجنونة شرعية للأجهزة الأمنية بمهاجمتهم وإلقاء القبض عليهم ضمن مذكرات اعتقال قانونية، وكان هذا الاختبار الأول في ساحة المعركة وإغلاق الأفواه التي كانت توصف على ضعف الأجهزة الأمنية بإدارة البلد حال الانسحاب، أنها ضربة وقائية وتحذيرية جأت بالوقت المناسب،رغم التصريحات والتهديدات المضللة ورفضها للعمل الكبير الذي قامت به أجهزتنا الأمنية، وبالتأكيد هذا لن يروق لهم ظهور القوات الأمنية بهذه الكفأة والقدرة وهي التي راهنت في الأمس على عدم استطاعتها لحفظ الآمن، لان الكثير من السياسيين سيسقطون حال خروج القوات الأمريكية التي كانت تعول عليهم وهم يحتمون بها ويقدمون لها الحجج كي ترعى مصالحهم، وقد نجح السيد المالكي في اختبار قواته الأمنية بتضييق الطوق على العناصر الصدامية رغم الحملة الشرسة والتهديدات من المناطق والمحافظات التي كانت تؤي وتتعاون مع تلك المجاميع وبدافع طائفي مقيت،وفي إحدى الفضائيات اطل علينا الناطق بأسم القائمة العراقية حيدر ألملا  يتهم الحكومة والأجهزة الأمنية باعتقال نساء كبيرات في السن ضمن حملة الاعتقالات على عناصر  حزب البعث  وهذا التصريح جزء من حملة التشويه ولكسب الرأي العام إلى جانبه، مما جعل السيد عدنان الاسدي يقاطعه ويقول له اذكر لي  أسماء النساء المعتقلات كي أتحقق من الأمر فورا ً. ومن الجدير بالذكر أن السيد المالكي كشف أهداف تلك الحملة وماذا كانت تهدف ومن يقف ورائها وقد وضح ذلك في احد اللقاءات الذي عرض من الفضائية العراقية  مساء يوم الأحد المصادف30/10 ،والذي بين فيه أن الكثير من أعضاء مجلس النواب ولدو  لكي يعارضوا الحكومة ولم يشيدوا بأي انجاز لها  في البناء والأمن، أتمنى من الإشراف في بلدنا الذي ينزف دما يوميا أن تتضافر فيه كل الجهود على مختلف اتجاهاتها لتقوية الجبهة الداخلية لنثبت للعالم أن العراق يستطيع أن يعيد الأمن والفرحة  والثقة إلى شعبنا حال خروج القوات الأمريكية وأن نشرع في البناء والأعمار لنؤسس دولة مستقلة تعتمد على أبناء شعبها دون الاعتماد على الأجنبي الذي يراهن على ضعف الاجراأت الأمنية وعدم وجود حكومة قوية قادرة  على أن تصمد بوجه كل التحديات في الداخل والخارج . 

صحيفة المثقف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق