علي كيمياوي





الوكالة الشيعية للأنباء  15:30:09  2011-04-13 
ليس مهماً أن يكون ترتيب علي حسن المجيد الشهير بلقب (علي الكيماوي)، هو الرابع على لائحة أوراق الكوتشينة الأميركية، بعد صدام وولديه مباشرة، الأهم من هذا أن الكيماوي ضبط حياً، وهي فرصة تاريخية لمحاكمة واحد من أبشع رموز نظام حكم جمع بين الذهنية العشائرية، وممارسات العسكريتاريا العربية عبر عقود مضت، والحاصل أن هناك ثمة اتفاق على بشاعة تاريخ علي حسن المجيد، الذي عينه الرئيس العراقي "محافظا" للكويت بعد غزوها، كونه أحد أكثر المقربين من صدام وابن عمه وكاتم أسراره، وأطلق عليه الأكراد لقب "علي الكيماوي" لدوره الثابت في استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم على مدينة "حلبجة" الكردية عام 1988 ولمسؤوليته عن ازهاق أرواح الآلاف بذلك الهجوم وفي حملات "الانفال" الدموية ايضاً، فضلاً عما تختزنه الذاكرة الشيعية العراقية له إبان توليه منصب وزير الداخلية في وقت مضى، حيث سجلت شهادات تفوق الخيال في بشاعتها عن ممارساته بحق عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين وبالخصوص الشيعة حيث كان يكن لهم العداء وبشكل سافر .
وعلاقة علي حسن المجيد بجنوب العراق الذي قيل في بداية المعارك إنه قتل على أرضه، ثم اتضح عدم صحة تلك الأنباء ، إذ سبق أن عينه صدام حسين وزيراً للداخلية خلفاً لسمير عبد الوهاب لكي يتمكن من اعادة السيطرة على المدن التي سيطر الشعب عليها، حيث كان علي المجيد مشهوراً ببطشه وقدرته على اسكات الناس بالاساليب القمعية، وقد استعمل الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد في كردستان العراق عام 1988 مرتين الاولى في اذار (مارس) ضد سكان حلبجة وقتل الآلاف واستخدامها فيما بعد ضد الثوار الاكراد حينما توقفت الحرب العراقية الايرانية في 25 آب ( اغسطس )1988  .
ومن هنا كانت سمعة علي الكيماوي في قيادته لحملة ضرب الأكراد بالأسلحة الكيماوية هي الجانب الأبرز في سيرته الملطخة بالدم، إذ كان حينئذ علي حسن المجيد، بصفته أمين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث الحاكم في العراق، يتمتع بسلطة كاملة على جميع مؤسسات الدولة في المناطق الكردية خلال الفترة من آذار (مارس) 1987 حتى نيسان (أبريل) 1989، بما في ذلك الفيلقان الأول والخامس من الجيش، ودائرة الأمن العام، والاستخبارات العسكرية، كما تقول مصادر الأكراد.وشملت هذه الفترة التي وقعت فيها عمليات الإبادة الجماعية المعروفة باسم عمليات "الأنفال" ضد سكان المنطقة الأكراد، وكان من بين أوامره أمرٌ صدر في 20 حزيران (يونيو) 1987 لقادة الجيش بأن "يقوموا بعمليات قصف عشوائية مكثفة لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص الموجودين في المناطق المحظورة".وتم الكشف عن عمليات "الأنفال" ـ التي تعود تسميتها إلى إحدى سور القرآن الكريم، وهي سورة الأنفال التي تتناول أحكام الغنائم المسلوبة من الكفار أثناء القتال ـ في الوقت الذي أوشكت فيه الحرب الإيرانية العراقية أن تضع أوزارها، بعد أن ظلت رحاها دائرة خلال الفترة من 1980 إلى 1988، وتحت قيادة علي حسن المجيد، أسفرت عمليات "الأنفال" عن قتل أو "اختفاء" نحو 100 ألف من غير المقاتلين، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد غير المقاتلين في العشرات من المواقع، والتدمير شبه الكامل لممتلكات الأسر والمجتمعات المحلية، بما في ذلك البني الأساسية الزراعية وغيرها في جميع أنحاء المناطق الكردية الريفية.
وتظهر الوثائق التي تم الحصول عليها من جهاز الاستخبارات العراقي أن أعمال القتل الجماعي وحالات "الاختفاء" والتهجير القسري، وغيرها من الجرائم، قد نُفِّذت بدرجة عالية من الاتساق والسيطرة المركزية تحت الإشراف المباشر لعلي حسن المجيد.
وتولى المجيد فيما بعد زمام المسؤولية عن الاحتلال العسكري العراقي للكويت، وقاد القوات التي أخمدت الانتفاضة الشعبية في جنوب البلاد في آذار (مارس) من العام 1991.
ووفقاً لما جاء في شهادات نشطاء المعارضة واللاجئين العراقيين، فإن المجيد قام أيضاً بدور قيادي في الحملة ضد عرب الأهوار خلال التسعينيات، وهي حملة شملت القصف المنظم للقرى، والتعذيب، وحالات "الاختفاء"، والتهجير القسري، مما أسفر عن تقلص عدد سكان هذه المنطقة من ربع مليون إلى أقل من 40 ألف نسمة اليوم.
وبثت منظمة هيومن رايتس ووتش تسجيلاً صوتياً لاجتماع لكبار المسؤولين العراقيين عام 1988، توعد فيه المجيد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد، متفوهاً بعبارات من قبيل:
"سوف أقتلهم جميعاً بالأسلحة الكيميائية، من عساه أن يعترض؟ المجتمع الدولي؟ فليذهبوا للجحيم، المجتمع الدولي ومن ينصت إليه، لن أهاجمهم بالمواد الكيميائية يوماً واحداً فحسب، بل سأواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيميائية لمدة خمسة عشر يوماً حتى أبيدهم عن بكرة أبيهم".
وبعد ان سقط في ايدي القوات الامريكية  تبدأ النهاية لاكبر سفاك للدماء عرفه تاريخ العراق المعاصر ولم يهدا للعراقيين بال حتى يروه  ماثلا امام القضاء لينال جزاءه العادل بما اقترفه من جرائم بحق الانسانية .